نرى فى هذا الإصحاح كيف أن المسيح بصليبه وحَّد
( السمائيين والأرضيين وصار رأسًا لكليهما (أف ١٠:١
نرى الصلح الذى تم بين السماء والأرض بالصليب،
ونرى الصلح الذى تم بين اليهود والأمم، وكيف جعلهما
المسيح واحدًا. راجع آيات ١٦،١٤ . إذًا تم الصلح بين
الله والناس وبين الناس والناس.
نرى فى هذا الإصحاح الصليب بخشبتيه الرأسية
والأفقية:
. الرأسية تشير لوحدتنا مع المسيح، نقوم معه ونجلس معه فى السماويات آية ٦
. والأفقية تشير لوحدتنا مع إخوتنا وكيف يصير الإثنين واحدًا آية ١٤
. الرأسية نرى فيها مصالحتنا مع الله آية ١٦
والأفقية نرى فيها مصالحتنا مع إخوتنا (اليهود والأمم كمثال) فى المسيح أيات ١٦،١٥ هذه
الوحدة مع المسيح وهذا التصالح الذى تم بالصليب، أدى لأن يملأ المسيح الكل فى الكل
.(٢٣:١)
آية ١: وأنتم إذ كنتم أمواًتا بالذنوب والخطايا.
هنا يصور الأمم فى خطاياهم، أنهم فى حالة موت، موت روحى بسبب الخطية أى منفصل
عن حياة الله (كالابن الضال كان ميتًا وهو منفصل عن أبيه) (لو ٣٢:١٥ ). وفى آيات ٥،٣
يضع اليهود ونفسه أيضًا تحت الحكم، فالكل أغلق عليه في الموت فى إنتظار المسيح الذى
سيحيى الجميع. وهذه الآية نجد الرد عليها فى آية ٥ "أحيانا مع المسيح" وكانت حالة الموت
هذه حالة عبودية كاملة للشيطان وفساد كامل لجسدنا، إذ كنا نتمم شهواتنا. وقبل المسيح كان
الكل فى حالة موت، بل لا يعرفون معنى الحياة فى الله وعلامتها الأعمال الحية (فالأعمال
الحية الصالحة علامة الحياة مع الله).
المسيح رأس الكنيسة
شرقًا وغربًا
العذراء -
الملائكة -
الرسل -
الكنيسة تمتد
في العالم الآن وفي كل مكان
الشهداء -
المعترفين -
رسالة أفسس (الأصحاح الثاني)
٢٩
وبعد المسيح، حقًا نحن نموت ولكن ليس بمعنى الإنفصال عن الله، ولكن كنوم أو رقاد، وهذا
ما قاله السيد المسيح "لعازر.. نام"، " الفتاة نائمة" (يو ١١:١١ ) + (مت ٢٤:٩ ). والنوم يعقبه
إستيقاظ، لذلك نسمى الموت حاليًا رقاد فهناك قيامة.
الخطية: هى حالة الطبيعة البشرية الساقطة للكل، يهودًا وأممًا، هى حالة عداوة مع الله، هذه
الطبيعة الخاطئة ورثناها من آدم. الذنوب = هى حالة التعدى والسقوط بالإرادة نتيجة الطبيعة
الساقطة. والمسيح مات ليشفينى من كليهما:
١. طبيعتى الفاسدة الساقطة.
٢. لغفران خطاياى التى أسقط فيها الآن.
آية ٢: "التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي
يعمل الآن في ابناء المعصية"
من لا يسلك بحسب الله منقادًا لنعمته فهو حتمًا سالك تحت تسلط القوى الشريرة المضادة لله
ويقسمها بولس هنا إلى:
١. العالم.
٢. رئيس سلطان الهواء.
٣. روح العصيان الذى فى الناس.
سلكتم فيها قب ً لا: شعب أفسس تسلطت عليه هذه القوى الشريرة فسلك فى الخطايا والذنوب قبل
أن يؤمنوا بالمسيح. ولكن بعد إيمانهم بالمسيح تغيرت أحوالهم، فالنعمة تعطى سلطانًا على
الخطية، فلا تعود تستعبد المؤمن (رو ١٤:٦ ) وللأسف فمازال بعض المؤمنين مستعبدين
للخطية وفى حالة فساد وموت.
حسب دهر هذا العالم: الأصل يعنى سلسلة من أجيال الزمن، فيها كل جيل يتلو جيل آخر، أى
هذه القصة تتكرر من أيام آدم للآن، اى على مر الدهور، إن الفساد الذى فى العالم كان
يفرض سلطته على البشر. وما الذى فى العالم؟ قوانين العالم قد ترغم الناس على إنكار
المسيح كما حدث أيام إضطهاد الدولة الرومانية للمسيحيين. والضغوط الإقتصادية قد تدفع
الإنسان للسرقة، والإباحية التى فى العالم قد تدعو الإنسان للخطية، والمبادىء الفلسفية
الإلحادية قد تدعو لإنكار الله.. ألخ. لكن من هو ثابت فى المسيح لا يمكن أن تسود عليه هذه
الضغوط، ولن يسقط ولن يفسد. أ ما من انفصل عن المسيح بإرادته وصار ليس ثابتًا فى
رسالة أفسس (الأصحاح الثاني)
٣٠
المسيح فسيسقط ويفسد، كعضو من جسد الإنسان تم قطعة (إصبع مث ً لا) فهو لابد وسيفسد
خلال ساعات فالدم لا يسرى فيه.
رئيس سلطان الهواء: على النفس المنتقلة، المعصية: المعصية هى خطية الشيطان نفسه ومازال يعمل فيمن يتبعه بأن يجعله عاصيًا
مثله. روح إبليس المتمردة مازالت تعمل فى بعض الناس. وكل من لا يؤمن بالمسيح حتى
الآن فهو خاضع لسلطان الشر وابنًا للمعصية وميت روحيًا. وإبليس يجد مكانًا فى أبناء
رسالة أفسس (الأصحاح