أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق. أكرم أباك و أمك التي هي - آيات ١
أول وصية بوعد. لكي يكون لكم خير و تكونوا طوال الأعمار على الأرض.
يستمر الرسول فى مخاطبته للبيت المسيحى. أطيعوا فى الرب: إذًا الطاعة مستمدة من الروح
المسيحية كما أطاع المسيح أباه حتى الموت. وكما أوصى الله فى الوصايا العشر. وهذه
الوصية هى أول وصية بوعد. يكون لكم خير: أى أن من يطيع يعيش تحت خيرية الله،
متمت ع بخيراته. أكرم = أى أحب واحترم وأطع وقدم المعونة. ومعنى أن بولس يشير لهذه
الوصية، إذًا فنحن ملزمون بالناموس الأخلاقى، فما تم إلغاؤه هو الناموس الطقسى
والفرائض. بل إن وصية إكرام الوالدين هى وصية بحسب الناموس الطبيعى، فالابن يكرم
أباه وأمه اللذان سهرا لأجله. بل أن المسيح خضع لأبويه بالجسد (أمه وأبوه بالتبنى).
+ ( ١٧ ) + (لا ٩:٢٠ ) + (تث ١٦:٢٧ - والناموس كان يعاقب من يهين أباه وأمه (خر ١٥:٢١
(أم ١٧:٣٠ ) + (خر ١٢:٢٠ ) + (تث ٧:٢٢ ،١٦:٥ ). وأهمية هذه الوصية أن من لا يستطيع
أن يكرم أباه وأمه اللذان ربياه وسهرا عليه، فهو لن يستطيع أن يكرم الله الذى لم يره. فإكرام
الوالدين هو نموذج لإكرام الله. فى الرب: أى علينا أن نميز ما هو للرب فنطيعه وما ليس
للرب فلا نطيعه. ففى (لو ٥١:٢ ) نجد المسيح يعلن أنه يطيع أباه السماوى أكثر منهما.
وتكونوا طوال الأعمار: فالرسول يكلم أولادًا صغار روحيًا كما كان الآب السماوى يكلم
أطفا ً لا صغار روحيًا فى العهد القديم، وطول العمر يحببهم فى الوصية. والمسيح مع أنه أطاع
الوصية إ ّ لا أنه صل ب ومات وعمره ٣٣ سنة فقط. ولكنه قام على مستوى أبدى. وهذا ما
يحدث لنا لو أطعنا الوصية. فطول العمر على الأرض ليس هو المهم بل أن تكون لنا حياة
أبدية.
آية ٤: وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره.
لا تغيظوا: بالإهمال وعدم الاكتراث بالتربية أو بالتمييز والقسوة والظلم وإلقاء التهم جزافًا
مع أن الولد قد يكون بريئًا منها. وهذا يدفع للتمرد والعدوانية والتخريب. بتأديب الرب: أى
بحسب وصايا الرب يسوع، فالمسيح هو قائد الفكر والتدبير. وبذلك يكون الولد خائفًا الرب،
مطيعًا للرب أو ً لا. ولذلك فمن المهم أن يهتم الأباء بأن يصلى أبناءهم ويذهبون للكنيسة.
رسالة أفسس (الإصحاح السادس)
٩٠
٩: ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف و رعدة في بساطة قلوبكم كما - آيات ٥
للمسيح. لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب.
خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس. عالمين ان مهما عمل كل واحد من الخير فذلك
يناله من الرب عبدا كان ام حرا. و انتم ايها السادة افعلوا لهم هذه الامور تاركين التهديد
عالمين ان سيدكم انتم ايضا في السماوات و ليس عنده محاباة.
وفيها يوجه الرسول حديثه للعبيد بعد أن تكلم عن الأسرة ليضع العبيد فى وسط الأسرة.
ونلاحظ أن الرسول لم يقف ثائرًا على الأوضاع الاجتماعية السائدة، إنما مصلحًا لها بهدوء
وفاعلية. وهو لم يطلب ثورة العبيد ضد السادة، إنما طالبهم بكسب رضا سادتهم، وعلى العبد
أن يحب سيده وأن يخدمه بقلب مخلص من أجل الرب. وهذا يؤثر بشدة فى السادة، وبهذا
يصير العبيد معلمين لسادتهم. ووعد العبد الذى يفعل ذلك بالخير الأبدى.
أطيعوا سادتكم حسب الجسد: بحسب النظام القائم وقتئذ، ولكن عليهم أن يكونوا بحسب الروح
فى طاعة للمسيح. فالسيد الحقيقى فوق الكل هو المسيح فلا نخافه. حسب الجسد = فسيد
الأرواح هو الله فقط.
فى بساطه قلوبكم: يمكن للإنسان أن يخدم بخوف ورعده ولكن بإرادة غير صالحة ويغش
سيده خفيه وهذا لا يوافق الرسول عليه. ولكن على العبد أن يكون أمينًا ليرضى الرب. وكلمة
بساطة تعنى أنه على العبد أن يكون له هدف واحد هو إرضاء الرب بأمانته وطاعته. وهذا
الكلام موجه لكل عامل ولكل موظف وكل خادم، فعلى كل واحد أن يرضى الله بأمانته. والآن
لا يوجد عبيد، لكن يوجد عمال وموظفين وفى الكنائس يوجد خدام، وعلى كل واحد أن يخدم
فى عمله بأمانة ليرضى اله.
بخوف ورعدة: هنا حول الرسول نظر العبد من خدمة سيده لخدمة المسيح، وإذا كان فى
خدمته يخدم المسيح فهو لابد أن يخدم بخوف ورعدة معبرًا عن محبته للمسيح، وهو سينال
مكافأته من المسيح بحسب الآية ٨. وقوله بخوف ورعدة قد تشير أيضًا لإظهار الاهتمام
بتنفيذ الأوامر. عبدًا كان أم حرًا: ففى الأبدية نرى الكل وقد صاروا سواء وهذا درس للسادة،
فالعبودية هى وضع مؤقت على الأرض. وإن طلب الرسول من الزوجة أن تخضع لرجلها
وهى ليست أقل منه، فهو يفعل نفس الشىء مع العبيد. ولقد صار كثير من العبيد أساقفة
وكهنة وكارزين بالحق. لا بخدمة العين: أى خدمة فى الظاهر فقط أمام أعين سيده وبهذا ينال
رسالة