الجزء الثاني
لذلك اقتضت حكمة الله للخلاص أن يعاد الخلق من جديد بعمل الفداء في المسيح فإذا كان الموت قد
ملك وساد علي البشر بخطيئة إنسان واحد,وهو آدم فبالأولي أن تسود الحياة بيسوع المسيح وحدهرومية5:17وفي المعمودية المسيحية يولد المؤمنون من جديد ولادة من فوق,من الماء والروح ليصيروا أولاد اللهأولئك هم المؤمنون باسمه الذين ولدوا لا من دم,ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة إنسان وإنما من الله ولدوا يوحنا1:13,12 والولادة الجديدة من السماء هي التي تتم في المعمودية المسيحية فإنكم كلكم أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع لأنكم تعمدتم جميعا في المسيح فلبستم المسيح ولا فرق الآن بين يهودي وغير يهودي بين عبد وحر بين رجل وامرأة لأنكم أنتم جميعا واحد في المسيح يسوع غلاطية3:26-28.[/size]
فليست المعمودية في المسيحية مجرد طقس ظاهري وليس الماء الذي يعتمدون فيه ماء عاديا علي بسيط الحال وإنما بفاعلية الروح القدس الذي ينحدر علي مياه المعمودية يخلق الإنسان من جديد خلقا من الماء والروح وكما أن الخليقة الأولي كانت من الماء والروح وروح الله يرف علي وجه المياة. (التكوين1:2) هكذا في المعمودية تتم الخليقة الجديدة من الماء والروح,ويولد الإنسان ولادة جديدة من فوقيوحنا3:3-5.
وإذن فليس عبثا ولا اتفاقا تحدد اليوم التاسع والعشرون من برمهات ليكون عيد البشارة في العهد الجديد,لأنه بناء علي تقليد قديم,هو يوم الخليقة الأولي.
لهذا يعد التاسع والعشرون من برمهات هو عيد رأس السنة الدينية عند الأقباط وهو بك;ر الأعياد السيدية لأن فيه كان بدء الخليقة الأولي وفيه بشري الخلاص ببشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم بالحبل الإلهي.
جاء في كتابا لقوانين للصفي ابن العسال في الباب التاسع عشر: وأول الأعياد السيدية عيد البشارة من الله سبحانه علي لسان جبرائيل الملك للسيدة مريم البتول والدة المخلص في التاسع والعشرين من برمهات
وليس ذلك فقط,بل بالإضافة إلي هذا كله قيل إن في التاسع والعشرين من شهر برمهات تمت قيامة المسيح من بين الأموات بعد أن صلب وتمم بموته عمل الفداء لخلاص الإنسان ونزل إلي القبر.وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات في فجر الأحد,جاء في السنكسار القبطي تحت اليوم التاسع والعشرين من شهر برمهات قوله فهذا اليوم إذن هو بكر الأعياد لأن فيه كانت البشري بخلاص العالم وفي مثله قد تم الخلاص بالقيامة المجيدة وجاء في السنكسار أن صلب المسيح في الجمعة العظيمة وقع في اليوم 27 من برمهات.
وجاء في النتيجة القبطية الزراعية في29 من شهر برمهات رأس السنة الدينية عند الأقباط,لأن في هذا اليوم كان بدء الخليقة وفيه بشري الخلاص ببشارة الملاك جبرائيل للعذراء بالحبل الإلهي وفيه تمت قيامة المخلص من بين الأموات.
وقيل أيضا إن في اليوم التاسع والعشرين من برمهات خرج نوح من الفلك هو وامرأته وبنوه ونساء بنيه ونجوا من الطوفان الذي أغرق العالم كله (التكوين 8:1- 18 ) وقيل أيضا إن في التاسع والعشرين من برمهات خرج بنو إسرائيل من أرض مصر ودخلوا أرض الميعاد.
وقيل إن فيه أيضاأي في التاسع والعشرين من برمهاتاحتفلوا بعيد الفصح وهو عيد العبور والخلاص من العبودية إلي الحرية.
هذه هي الأهمية الكبري لعيد البشارة المجيد ولذلك يعد التاسع والعشرون من كل شهر من شهور السنة القبطية عيدا يصلي فيه بطقس الأعياد ويقرأون فيه فصل البشارة من الإنجيل (لوقا2:26-35 ) حتي لو وقع في يوم أحد.
[size=12]ولما كان عيد البشارة يقع عادة في الصوم الكبير,فلا يباح فيه الإفطار أو تناول اللحوم أو البيض أو اللبن والجبن ومستخرجات الألبان التي تباح في الأعياد السيدية الكبري,بل ولايسمح فيه أيضا بأكل السمك,وإنما يتناول الراغبون طعهامهم وغذاءهم من النباتات فقط. فإذا وقع عيد البشارة في أسبوع الآلام,فيواصل القادرون والأصحاء الانقطاع عن الطعام إلي المساء