في كتاب "كيف تحب ابنك محبة حقيقية" كتب د. روس كامبل Dr. Ross Campbell أربعة أنواع شائعة من الحب الغشيم، وهي كالآتي:
1- حب التملك: وهو اتجاه الوالدين نحو تشجيع الطفل على الاعتماد الزائد عليهما في كل شيء لكن الصحيح أن قوة هذه الاعتمادية يجب أن تضعف وتقل بمرور الأيام. وإذا لم يحدث ذلك فسوف تكون عقبة كبيرة في طريق التطور العاطفي الطبيعي للطفل. وإذا لم يمنح الآباء أبناءهم الفرصة للاعتماد على ذواتهم تدريجياً، فلا بد أن شيئاً من اثنين يحدث:
أ- ربما يشب الأبناء وهو يعتمدون علينا اعتماداً زائداً ويخضعون لنا خضوعاً مبالغاً فيه، وعليه نتوقع لهم أن يفشلوا في أن يحيوا عالمهم الخاص.
ب- أو ربما يصبح الأبناء فريسة سهلة لأشخاص لديهم نزعة حب التسلط أو لجماعات متطرفة، وعندها يرفض الأبناء طريقة الآباء في قيادتهم ويقاومونها.
2- حب الإغراء: وهو محاولة واعية أو غير واعية لرعاية أو إنبات المشاعر الجنسية أو الشهوانية من خلال التلامس الجسدي مع الطفل.
أ- كل طفل، بغض النظر عن عمره، يحتاج إلى التلامس الجسدي الذي يعبر عن التقدير ويشعره بالمحبة.
ب- ينبغي على الآباء تجاهل كل مشاعر جنسية غير مقدرة والاستمرار في إعطاء الطفل ما يحتاجه من مشاعر بما فيها مشاعر التقدير التي يشعر بها من خلال التلامس الجسدي.
3- الحب البدلي: يمكن اعتبار هذا النوع جزءاً من "حب التملك"، إذا كان الآباء ينظرون للأبناء كممتلكات لهم يستخدمونها لإشباع أحلامهم الشخصية. ينبغي أن تكون محبتنا لأبنائنا من النوع غير المشروط، فنحبهم بالطريقة التي تساعدهم على استيعاب محبة الله لهم واختبار مشيئة الله لحياتهم.
4- المحبة التي تنتظر المقابل: في بعض الأحيان يتطلع الآباء إلى أبنائهم حتى يقوم الأبناء الصغار بدور الرعاية والحماية لآبائهم وليس العكس! وفي هذه الحالة يتوقع الآباء بل ويطلبون من أبنائهم أكثر مما يستطيع الأبناء أن يعطوا. في بعض الأوقات حين يشعر الآباء أنهم ليسوا على ما يرام جسمانياُ وذهنياً يتوقعون أن أبناءهم يساعدونهم حتى يصحّوا أو يتحسنوا. على الآباء أن يفهموا أنهم هم الذين يصنعون ذلك لأبنائهم وليس العكس.
وعلى العكس أن يضعوا الله أولاً في حياتهم، ثم شريك الحياة في المكانة الثانية، ويأتي الأبناء في المكانة الثالثة. ويستطيع الآباء أن يعطوا أولادهم المزيد حين يشبعون هم أنفسهم أولاً روحياُ وعاطفياً، ولعل ذلك يعيدنا من جديد لنرتب أولوياتنا ونخطط لأهدافنا.
الخلاصة: المحبة الصحيحة هي تلك التي تفيد الطفل وتسعده، لكن الحب الغشيم هو الذي يخدم احتياجات الطفل غير الصحيحة، ويضر في نفس الوقت بالوالدين. لدى الأطفال احتياجات أساسية لا يستطيع إشباعها إلا الآباء. فإذا لم يستطع الآباء تسديد هذه الاحتياجات، وإذا لم يتمكنوا من ملء "تانك" المشاعر ومن جعل الاتصال معهم مستمراً، وإذا لم يركزوا اهتمامهم على الأبناء بشكل مناسب، فعليهم أن يجتهدوا لطلب النجدة السريعة، فكلما تأخروا أكثر عن ذلك كلما تأزم الموقف أكثر.