اخى الحبيب هذا السؤال يشغلك
قيل " ان الملاك قيد الشيطان الف سنة - رؤ 20 : 2 " فكيف يكون مقيدا , وهاهو يسقط عددا لايحصى من الناس فى خطايا لاتحصى ؟
والجواب
--------
ان تقييد الشيطان لايعنى ابادته او الغاء عمله , وانما يعنى انه ليس فى حريته الاولى ...
وعدم حرية الشيطان يعبر عنها بأنه " مسجون " .. والسجن هو حبس للحرية , تلك الحرية التى كان عليها قبل فداء السيد المسيح للبشرية , ففى تلك الفترة كان الشيطان " رئيس هذا العالم - يو 16 : 11 " والدليل على ذلك امران :
الآمر الاول
----------
ان الشيطان قبل الفداء , عندما كان فى حريته الكاملة , استطاع ان يوقع العالم كله فى معصية الرب , حتى قيل فى الكتاب " وحزن الرب انه عمل الانسان فى الارض - تك 6 : 6 " .. ثم اغرق الارض بالطوفان , ولم ينج سوى نوح وعائلته ..
وسرعان مافسد نسل نوح ايضا فأختار الله ابراهيم , ثم يعقوب وبنيه ..
وفى ايام موسى جاء وقت لم يكن يعبد الله فيه سوى شخصين , اذ انه لما صعد موسى ليأتى بلوحى الشريعة , ضعط بنو اسرائيل على هارون وصنعوا لهم عجلا ليعبدوه .. ويستثنى منهم يشوع بن نون وكالب بن يفنه ..
كما مر وقت لم يجد فيه الله انسانا بارا واحدا .. وكان ذلك فى ايام ارميا النبى " طوفوا فى شوارع اورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا فى ساحتها .. هل تجدون انسانا , او يوجد عامل بالعدل طلب العدل فأصفح عنها " - ار 5 : 1 ...
حتى سليمان , احكم اهل الارض بنى مرتفعات لالهة الامم - 1 مل 11 ...
بل ان تلاميذ المسيح انفسهم قبل الصلب هربوا عند القبض على سيدهم الا يوحنا وانكره بطرس , وسلمه يهوذا الذى دخله الشيطان ..
اما الامر الثانى
----------------
فالشيطان حينما سيحل من سجنه , سيضل الامم , ويسبب الارتداد العالم, ويحاول لو امكن ان يضل المختارين ايضا , ولو لم يقصر الله تلك الايام ماكان يخلص احد " مت 24 : 22 , 23 " ...
ايضا سيصنع ايات عظيمة وعجائب " مت 24 : 24 .. ويعضد انسان الخطية السبب للآرتداد " بكل قوة , وبأيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الاثم فى الهالكين " - 2 تس 2 : 9 - 10 ...
اننا نشكر الله ان الشيطان لم يزل مقيدا .. فالكنائس ممتلئة بالمصلين , والملايين يتناولون كل يوم احد ....
كذلك فنحن قد شهدنا وعايشنا عودة بلاد شيوعية بأكملها من الالحاد الى الايمان ...
حقيقة هناك كثير من الخطايا نرتكبها بأغراء من الشيطان , ولذا نقول انه لا يزال يعمل .. ولكنه لا يعمل فى حريته التى كانت له قبل الفداء ... وليس فى حريته التى ستكون له فى اخر الايام .
__________________