الإبحــــار في الــــذات
أيها الإنسان الحائر..لماذا لاتبحـر وتغوص في أعماق ذاتك جاعلا" ضمريك هو القبطان, والحكم على نفسك
بالمشاعر الحقيقية هي الأشرعية التي بالتالي سوف تجعل رحلة إبحارك في أمان, كي تعرف جوابا" لسؤالك..
وطريقا" لمتاهتك, وتعرف أحاسيسك ومشاعرك التي تشعر بها, وتقارن مع نفسك..بينك وأنت ذلك الشخص
القديم الغامض..وبين الإنسان الثاني الذي سوف تجعلك هذه الرحلة..إنسانا" ولد لأجل ماضي وحاضر ومستقبل جديد فيكون الهدف أكثر نشاطا" ودقة للمارسة حياتك الطبيعة بدون خوف وتردد..بل تصبح أكثر حرصا"في مسار طريقك القصير,لأنكدائما" أيها الزائر الراحل على علم بأن الوقت يمر مسرعا" تشوقا" لزمن جديد, فأنت تولـد في زمن واحد وليس عدة أزمان.. وذلك لأنك لست أزليـا"بجسدك بل بروحك فقط , فاستغل كل لحظة بعمل صالح مفيد لـك وللحياة وللبشرية , فإذ تجني السمعة الطيبة والمكانـة العظمة بصفاتـك الحميدة أفضل من أن تجنيها بمالك أو ربما بجمالك ,إذ لا يوجد جمال يضاهي جمال الطبيعة , ولا مال مثل مال الإنسان الحكيم: محبة وتسامح وصفاء ونقــــاء.
فأيها الإنسان الراقي.. لقد دقت الساعة..فكن مستعدا" لتكمل عالمك, فلا يزال الجرس يدق في قلبك, فكن مع الجميع تحت شـعار " من أجلـــــك ", ولا تنكسـر أبدا" من التجربة الصعبة..بل تقبلها بروح صلبة, ذلك لأن الحياة صراع مع زمن صعب , فابتعد عن الطريق المثقل بالتراب لأنه قد يسلط عليك النعاس , وسر في الطريق المنير, وحتى لو طلبك الموت فلا تخف..بل قل: تعـال واحملــني معــك..لأننـي قدمت رسالتي الأولى, وأريد أن أقدم رسالتي الثانية في الحياة الثانية , وقـل وداعا" ..ذلك لأن الحياة ما هي إلا لقـاء وبعده فــــــراق!.