(1) كنت فاكراكم غير كده
---------------------------
ليديا فتاة فى الصف الأول الإعدادى ، كثيراً ما تحضر القداسات والإجتماعات فى الكنيسة ..
تقابلت معها فى يوماً بعد القداس وسألتها عن الدراسة والإمتحانات وعن زميلاتها الجدد فى المدرسة .. فبدأت تقص لى عن موقف حدث معها فى أول إسبوع من الدراسة ..
فقالت لى: ذهبت إلى المدرسة مبكراً فى اليوم الأول لبداية العام الدراسى ، وتقابلت مع صديقاتى فى الحوش قبل أن يبدأ الطابور ، ولكن سرعان ما ضرب الجرس وتفرقنا حيث لم نجتمع فى فصل واحد .. ودخلت الفصل وذهبت لأجلس فى المقدمة كعادتى .. وبالفعل وجدت المكان المناسب ولكن بعد لحظات إكتشفت أنى اجلس بجانب فتاة لم أعرفها من قبل .. فإضطربت فى البداية ولكنى طلبت من الله أن يساعدنى فى أن استطيع أن أتعامل معها ..
وقمت بالمبادرة الأولى لأتعرف عليها ، ولكن للأسف كان كلامها معى سيئاً جداً على الرغم من أن تعاملها مع باقى الزميلات كان جميلاً .. فحزنت فى البداية لأنى فكرت فى باقى السنة ماذا سأفعل بجانب هذه الزميلة حتى نهاية السنة ونحن الآن فى اليوم الأول؟ّ
وجاء ميعاد الفسحة وتقابلت مع صديقاتى وقصصت لهن عن هذه الفتاة .. فكان ردهن "عامليها زى ما بتعاملك" .
ولكنى لم أجد فى هذا الرد روح المحبة التى أعطانا يسوع إياها .. فذهبت إلى الكنيسة بعد المدرسة وطلبت من الله أن يعيننى على تحمـــُـــل الإساءة من هذه الفتاة .
ومرت أربعة أيام ولم تتغير طريقة معاملتها معى ، لكن جاء اليوم الخامس من بداية الدراسة ولم تأت هذه الزميلة إلى المدرسة لمدة ثلاثة أيام مما أثار قلقى .. فذهبت لأبحث عن رقم تليفونها من باقى الزميلات ، وفعلاً وصلت إليها وإتصلت بها .. وكانت المفاجأة حينما علمت أن والدها قد توفى من ثلاثة أيام بعد أن ظل يعانى من المرض لفترة طويلة ، وكانت هذه البنت ترعاه طوال هذه الفترة ... فتحدثت معها وعزيتها على وفاة والدها ... ورت أيام الغياب وعادت إلى الدراسة فوجدت أنه قد فاتها كثير من الدروس ... فبدأت أجلس معها بعد الدراسة فى المدرسة وأشرح لها ما يصعب عليها فهمه من دروس ..
وفى يوم وجدت هذه الزميلة تقول لى:
"على فكرة يا ليديا أنا أول مرة أتعامل فيها مع بنت مسيحية ... أنا كنت فاكراكم غير كده ...!".
أصدقائى ...
ألا ترون فى هذا الموقف أنه بأعمالنا الصالحة نستطيع أن نجعل المحيطين بنا يمجدون الله كما ذكر الإنجيل:
"فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات"
"مت 16:5" .
(2) ورقة المحبة
------------------
كانت فى خلوة روحية فى بيت خلوة فى دمنهور يسمى "بيت الكرمة"وكان عددهم قليلاً من بنات إعدادى لا تتجاوز الأثنتى عشر فتاة ومعهم خادمتان أسردت تقول:
خرجت من هذه الخلوة وقد تأثرت بموقف هزنى وهز كل صديقاتى ... سأروى لكم من البداية:
- بدأت القصة بهزار ... فقد بدأنا نسخر من إحدى البنات ، مع كل حركة تقوم بها نقلدها ونضحك عليها
ولكنها لم تغضب فقد كانت هى الأخرى تمزح معنا ... ولكننا فكرنا أن نلعب هذه اللعبة كل يوم مع واحدة
نسخر منها ونضحك عليها وعلى طريقة كلامها ، لبسها ، مشيتها ، أسئلتها ...
وبعد يم إنتبهت الخادمة أننا لم نكف عن السخرية من البنات ، فسألتنا وأخبرناها عن الخطة التى وضعناها ... فسكتت ولم ترد وسرحت ، فإستغربنا أنها لم تغضب منا أو تنتهرنا ...
وفى اليوم التالى - قبل الخلوة الفردية - إذ بالخادمة تطلب طلباً غريباً ، وهو أن تكتب كل واحدة إسماء كل بنات الخلوة وأسماء الخادمات فى ورقة عدا إسمها هى ...!!
ففعلنا مستغربين ... ثم قالت لنا سنأخذ تدريباً فى الخلوة الفردية ، ستكتب كل واحدة أمام كل إسم من اسماء أخواتها كل المميزات التى تراها فيها ... وحتى وإن لم تجد شيئاً فلتجاهد أن تجد لها صفة حلوة فيها ...
ورغم غرابة الموضوع فعلناه لنعرف ماذا بعد ذلك ...!
بعد الخلوة سلمنا الورقة للخادمة ... وكانت مفاجأة حفلة السمر أن قرأت الخادمة صفات كل بنت فى لها على حدة ... وكم كانت فرحتنا عندما سمعناها تقول:
- فلانة لذيذة ، معطائة ، تحب الخدمة ... وفلانة هادئة ، وديعة ، مطيعة ...
وفلانة ..
... وهكذا ... وعرفنا كيف يجب أن نبحث فى الآخرين عن النقاط المضيئة ونشجعها ولا ننقب عن الضعفات وننتقدها .
وكان هذا درساً لنا فى العين البسيطة الطاهرة ، ولازلنا نحتفظ بهذه الورقة الثمينة ...
ونفرح لكما مر وقت وأعدنا قراءتها مرات كثيرة ..
(3) إسبوع الآلام
-------------------
أنه يوم معروف بيوم الإزدحام الشديد فى الكنيسة من أول الصباح حتى الساعة السادسة مساءً تقريباً فهو الجمعة العظيمة .
وإتفق مجموعة من الأصدقاء للذهاب مبكراً للكنيسة للجلوس فى الأماكن الأمامية لمتابعة الطقوس الكنسية فى ذلك اليوم
وفعلاً تم ذلك فى الساعة الثامنة صباحاً وإستمر اليوم بصلواته الحزينة الرائعة الجمال والأصدقاء مأخوذين بروحانية هذا اليوم .
وعند الساعة الثانية ظهراً إمتلأت الكنيسة على آخرها ولاحظ الأصدقاء أن كثيراً من الرجال كبار السن الذين آتوا متأخرين واقفين وبدأوا فى التعب ...
وبسرعة تشاوروا وقاموا جميعاً معطين أماكنهم لهؤلاء الرجال مفضلين أن يحتملوا الوقوف فى الصلاة باقى اليوم فى سبيل راحة هؤلاء الرجال من كبار السن معطين مثالاً للمحبة .
متمثلين بالرب يسوع المصلوب ومتذكرين قول الرسول بولس ..
"لاتنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو للآخرين أيضاً"
"فى 4:2" .
(4) سمعنا صوته
------------------
سارة فتاة فى الصف الأول الإعدادى ، إعتادت كل يوم جمعة أن تذهب قبل ميعاد مدارس الأحد إلى صديقاتها الساكنات فى نفس المنطقة وذلك لتشجيعهن على الذهاب لمدارس الأحد ..
وكان يسكن فى الشارع الخلفى لمنزل سارة ثلاثة بنات إخوات فى سن إعدادى ... وكانت شقتهن تقع فى الدور الخامس "ولا يوجد اسانسير" ، فكانت تذهب إليهن وتصعد السلالم رغم علوها دون كسل لتجذبهن معها إلى الكنيسة ..
ولكن للأسف كن دائماً يتكاسلن فى الذهاب معها ، فأحياناً يقلن لها:
"عندنا مذاكرة" أو "الدنيا برد" ..."جيلنا ضيوف" ... وهكذا فى كل مرة تذهب إليهن ..
وإكتشفت سارة أن هذا نتيجة لوالدهن الذى ملأ الشيطان قلبه ، فقد كان يقول لهن:
- أيه مدارس الأحد دى ... إنتوا بتاخدوا منها أيه غير تضييع وقت المذاكرة .
وفى كل مرة لم تمل سارة فى الذهاب إليهن رغم السلالم ورغم كلام والدهن .
ولكن فى يوم جمعة وقبل ميعاد مدارس الأحد سمعت سارة جرس الباب ، ففتحت الباب وتعجبت حينما وجدت الثلاثة يقلن لها:
- إحنا بنشجعك النهاردة ... ده بابا قال لنا حرام تروح لوحدها .
ومن هذه اللحظة بدأ الأب يشجع بناته الثلاثة على ال1هاب للكنيسة ... فقد وجد هذا الأب مدى حلاوة مدارس الأحد فى تعاليمها من شدة إلحاح سارة على تشجيع بناته للذهاب معها .
أصدقائى ...
ألا ترون من هذا الموقف أن الله كثيراً ما يرسل إلينا صوته ليشجعنا ، إما عن طريق أبونا أو الأستاذ فى مدارس الأحد أو التاسونى أو إحدى صديقاتنا ...
ولكننا نتحايل على هذا الصوت بأشيائ كثيرة تجتمع كلها فى كلمة واحدة وهى الكسل ...
هل رأيتم أمانة سارة فى تعبها من أجل إخواتها رغم الصعوبات التى واجهتها
وكيف أن الرب إستجاب لتعب محبتها!
فتعال معى لنتذكر هذه الآية التى تقول:
"إذا سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" .