إنها معجزة بكل المقاييس، هذا ما أكده غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وفلسطين والأراضي المقدسة والأردن!.
بقلم مراسلة بلدي:رانية مرجية
نعم، إن ما يحدث بكنيسة القديس جوارجيوس لهو معجزة من السماء، وإشارة من رب الأرباب وملك الملوك الرب يسوع المسيح، أنه حقا معنا وبيننا، وروحه تفيض بكنيسته يوما بعد يوم، ولاسيما بيوم عيد العنصرة، وبيوم حلول الروح القدس على التلاميذ، الذي صادف يوم الأحد، فلا يزال المئات من أبناء الطوائف المسيحية والإسلامية يزورون منذ يوم الأحد كنيسة القديس جوارجيوس للروم الأرثوذكس في الرملة، بعد أن شوهدت مادة شبيهة بالزيت تسيل من أيقونة مار جريس، الأمر الذي اعتبر من المعجزات الإلهية، ورسالة واضحة إلى البشرية، بالتشديد على الصلاة والتقرب من الله، كما عقب الأرشمندريت نيفون راعي الطائفة الأرثوذكسية، لعشرات وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية والمؤمنين المهتمين بالأمر!
وأضاف الارشمندريت نيفون: "نحن في الكنيسة فوجئنا بهذه المادة، والتي اعتقدنا بأنها ماء، فيما اتضح بعد ذلك على أنها زيت، لا بل وتحمل رائحة زكية جدا، وأضاف الأرشمندريت نيفون للمدينة، أنه حينما وصل صباح يوم الأحد للكنيسة لينجز التحضيرات للقداس، ومنها تقديس الصورة المتواجدة عند باب الهيكل، وجد زيتا على صورة مار جريس، ثم قام مباشرة بمسح الزيت، ولكنه تفاجأ انه مع مرور الوقت يزيد تدفق الزيت بكمية أكبر، وتخرج منه رائحة عطرة كالمسك، وتدفق الزيت استمر حتى حضور غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس والأردن وسائر الأراضي المقدسة في فلسطين، مساء يوم الأحد الذي أجرى قداسا خاصا، وأكد على حصول المعجزة، ولاسيما حين قام غبطته بمسح الزيت عن الصورة، إلا أن الزيت عاد وتدفق من جديد من الأيقونة التاريخية للقديس جوارجيوس، التي يزيد عمرها عن 110 سنوات، وذلك أمام المصلين الذين اتوا من القدس ويافا والرملة واللد!
المشهد الجليل جعل العديد من المصلين يتأثرون ويذرفون الدموع، لدرجة أن رجلا من المتدينين اليهود الذين أصروا أن يشاهدوا الأيقونة، قال بالحرف الواحد: قديسكم حزين، لأنكم بعيدون عن الإيمان والكنيسة!
الطفل عمري حرزالله الطالب في الصف الثالث بمدرسة الراهبات، هو أيضا زار الكنيسة وشاهد كيف يسيل الزيت من أيقونة القديس جوارجيوس، وتأثر وخرج من الكنيسة بعد أن قدم الصلاة للقديس جوارجيوس، وطلب منه أن يحافظ على عائلته، وقال لنا بالحرف الواحد: "سأحافظ على القطنه المقدسة التي تفوح منها رائحة طيبة للأبد"، متابعا، أن للقديس جوارجيوس الذي يعرف أيضا باسم الخضر مكانة خاصة في قلب كل مسلم ومسلم، وقام بإقناع أفراد عائلته وأصدقائه أن يزوروا الكنيسة ويأخذوا البركة منها!
الأب نيفون
حدثت هذه الأعجوبة في الرملة ومع صورة الخضر، والكنيسة أساسا تحمل اسم مار جريس، وهو معروف بصنعه للعجائب الكثيرة، وهذه الأعجوبة التي حدثت مع أيقونته، تأتي لتعلمنا أن القديسين ليسوا من بين الأموات، بل هم أحياء في الحياة الأبدية التي نريد أن نعيشها نحن أيضا، " وأضاف: "نحن لا نطمح أن تحدث عندنا أعجوبة، وإنما العكس، فنحن نحرص دائما على إخفاء العجائب، وقد حصلت هذه الأعجوبة بالسابق ثلاث مرات، مرتين مع أيقونة مار جريس، ومرة مع أيقونة مريم العذراء عليها السلام، ولم نحدث أحدا عنها، سوى المؤمنين الذين قاموا بمسح الزيت من الأيقونات خلال صلواتهم، وهكذا انتهى الأمر، لكن الزيت الذي سال من الأيقونة يوم أمس، كان متدفقا بصورة مستمرة، وكأن مار جريس يريد أن يطلب أن ندعو جميع الناس ليروا ما الذي يجري في كنيسته، وأن يروا ويؤمنوا كما حصل مع الرسل وتوما".
ويكمل الأب نيفون حديثه: "حدثت هذه الأعجوبة لتثبت للناس وليشعروا، أن الله والقديسين موجودون، وحتى يومنا هذا تحدث العجائب لأن الله حي". وتابع قدس الأب نيفون :"العجائب لا تساعد كل الناس، إنما تساعد الذين يحملون القليل من الإيمان، ومن لا يتواجد في قلبه الإيمان فلن تساعده، فلو نزل الله على الأرض لن يؤمنوا به، فمثلا قام المسيح له المجد وأنجز عجائب مثل إقامة اليعازر من بين الأموات، وقسم من الناس الذين سمعوا ورأوا لم يؤمنوا.
هذا يعني أن هذه الأعجوبة فرصة للناس قليلي الإيمان لكي يتقوا بالإيمان ويثبتوا فيه، ويلجئوا إلى أحضان الله، ومن خلال هذه العجيبة أعتقد أن المسيح يريد أن يقول لنا بعيد العنصرة، تعالوا الجؤوا للإيمان والدين لأنه موجود".
وأخيرا، الكنيسة الأرثوذكسية في الرملة ستبقى مفتوحة لكافة المؤمنين من كافة الاديان والأطياف والأجناس، لأن الله محبة، ولم يختَر روح الله بعيد العنصرة أن يحل على أيقونة مار جريس صدفة، إنما جاء حلول الروح القدس على الأيقونة، ليؤكد للجميع أن قديسنا العظيم، قديس المسيحيين والمسلمين وشفيع كنيستنا الأرثوذكسية حي في السماء، وعلى الأرض وفي كل مكان، وأن زمن العجائب لا ولن ينتهي، لطالما الشمس تشرق على وجه الكرة الأرضية__._,_.___