الة أفسس (الأصحاح الأول)
١٧
مجد الله ومجد نعمته أكثر فأكثر، إذ ستنفتح أعيننا أكثر وأكثر، كلما سبحنا امتلأنا من الروح
القدس، وكلما امتلأنا تنفتح أعيننا ونعرف الله أكثر فيزداد تسبيحنا إذ نعرف عظمته ومجده
وهكذا... إن تمجيد الله وتسبيحه هو أمر حتمى على المؤمن حتى يفرح بالله. بل إن نعمة الله
صارت هدفًا للمديح والتسبيح والتمجيد من السمائيين، فالسمائيون أيضًا يسبحون الله على
.(١٤- عظيم عمله مع الإنسان (رؤ ٨:٥
التى أنعم: غفران الخطايا والتبنى والمصالحة وميراث ملكوت الله.
فى المحبوب: ويسميه الرسول فى (كو ١٣:١ ) "ابن محبته".
الله الآب طبيعته المحبة = الله محبة فهو يشع محبة ويفيض محبة. وهذة المحبة تنسكب فى
الأبن
المحبوب بالروح القدس= روح المحبة. فالمحبة بين الآب والابن هى طبيعة الله. وهى تعبير
عن الاتحاد.والابن المحبوب قال عنه الآب "هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت"
.(٥:١٧+ (مت ١٧:٣
ولما تجسد الابن دخل المؤمنون (البشر) فى مجال محبة الآب
بالبنوة التى حصلوا عليها فى المعمودية، فصرنا فيه محبوبين
٢تس ١٣:٢ ). وقول الكتاب عن الابن + من الله الآب (اتس ٤:١
المحبوب فيه إثبات للثالوث. فقبل أن يخلق الله السماء
(الملائكة) والأرض (البشر) من كان يحب لو قلنا إنه بدأ
الحب بعد أن خلق المخلوقات لكان متغيرًا، والله غير متغير.
آية ٧: الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.
هذه امتداد للآية السابقة والمسيح افتدانا من غضب الله وعقابة (رو ١٨:١ ). وكلمة فدية تعنى
يحرر مقابل فدية، أى ثمن يدفع لتحرير مخطوف. غنى نعمتة: الله قادر أن يدفع الثمن بحسب
غناه، والثمن الذى دفع ليس ما ً لا، بل بحسب غناه فى محبته دفع الثمن دم المسيح. ولذلك
يسمى الفادى. وبهذا ألغى الموت الروحى كنتيجة للخطية وعتقنا من عبودية الخطية وأعطانا
حياة، بل من غنى نعمته أعطانا مجدًا فى السماء، وأجسادًا ممجدة على شكل جسد مجده
.(٢١ : (في ٣
الآب
رسالة أفسس (الأصحاح الأول)
١٨
آية ٨: التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة.
التى أجزلها: أى عطاء مجانى بفيض. والله أعطى هذا العطاء بكل حكمة وفطنة، الحكمة:
حكمة الله فى تخطيطه ليعطينا المجد. والفطنة: هي كيف نفذ الله خطته. الفطنة هي الأعمال
التى ُتعمل. والله يعطينا أيضًا حكمة وفطنة. حكمة بها ندرك النعمة التى أعطاها لنا، فبدون
هذه الحكمة لظلت النعمة التى أخذناها مستورة عنا. وبالحكمة ندرك حكمة الله أى دقة
مقاصده ونفرز الحق بسهولة، والفطنة هى الوعى المتفتح لإدراك ما يريده الله لنا. الحكمة
خاصة لإدراك المبادىء، والفطنة لإدراك الأعمال، وبها ندرك ما هى الأعمال المطلوب أن
نعملها حتى لا نخسر ما أعده لنا. ويقول سفر الأمثال " إن الفطنة هى بنت الحكمة ". ومعنى
الآية أن الله أفاض علينا من نعمته (آية ٧) ومعها كل حكمة (آية ٨) لنفهم ما أخذناه.
آية ٩: إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه.
إذ عرفنا: إذ أعطانا الحكمة والفطنة بهما نعرف مقاصد الله، وما يجب أن نفعله، ونفهم أعمال
الله من ناحيتنا. فالله يرفع أبنائه للسماويات ويهبهم سر معرفته كهبة إلهية وكإعلان سماوى.
يعلن ذاته للنفس البشرية فتتعرف على أسراره. سر مشيئته: الفداء كان أمرًا مخفيًا منذ الأزل
وصار مستعلنًا على الصليب.
آية ١٠ : لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ في المسيح ما في السماوات وما على الارض
في ذاك.
لتدبير: الله يدبر أمور العالم وأمور كنيسته كما يرتب إنسان أمور بيته. وبالنسبة للكنيسة فالله
٧). ملء الأزمنة: تعنى أن الأحداث - يستخدم إناسًا يختارهم لترتيبها ( ١بط ١٠:٤ ) + (تى ٥:١
نضجت والظروف صارت مستعدة والعالم مستعدًا ليأتى المسيح وينفذ خطته. وحينما يأتى
الوقت المحدد من الله والمسمى هنا ملء الأزمنة. عمل الله يبلغ كماله على مستوى الفعل
المنظور وتتضح خطة الله أمامنا. وكانت خطة الله الخاصة بنهاية الأزمنة، وهدف الله النهائى
أن يجمع كل شىء ما فى السماء وما على الأرض تحت رأس واحد هو المسيح = فى ذاك:
أى فى المسيح وقارن مع (كو ٢٠ ،١٩:١ ). فنرى أن المسيح سوف يجمع كل أجزاء الخليقة
فى وحدة، بعدما خلفته الخطية من انقسام وشقاق وتفتت، وسيصنع صلحًا بعد أن أثمرت
الخطية عداوة. بل سيصنع صلحًا ووحدة بين السمائيين والأرضيين. وسيعيد الصلح بين الله
رسالة