بداخل كل قلب.. هناك نبض
هناك إحساس..
هناك صدق بعمق هذا الإحساس
يؤكد هذا الصدق ما نشعر به في هذه الحياة
عندما نسكن أحدا فيه ونحبه
ليس نحن من يختار من يحب لكن نحن من يستسلم لقلوبنا
أنا أول من جرح قلبي قبل أن يجرحه غيري
ولكن
عندما يكون شاطىء البحر الحزن
وعندما يكون موج البحر الجراح
وعندما يكون البحر ألماً والقلب مركبا
عندما يتحول المركب إلى ثكنة أوجاع تعتلي الجراح
وعندما تكون الحياة عاصفةً
تعصف بهذا المركب المسكين يمنةً ويسرة
لم تكن أمواجه الجريحة كافية لقتاله
بل كانت تقف معها عاصفة تجتاح
كل ما يقابلها على متنه الصغير
عندما يُجرح صدق الإحساس
عندما يُسلب نبض القلب
عندما يُقتل الأمل
وتبقى آثاره نزفاً يسمى الألم
فماذا سيكون بعد ذلك
نعاني من جراح قلوبنا.. ولكن
ألا تعاني قلوبنا من جراحنا
ألا تعاني بما فعلناه بها
حينما سلمنا قلوبنا لغيرنا
حينما فتحنا صدورنا لهم
حينما أدخلناهم بها ثم
جرحوها
أدموها
من سبب ذلك
هل هذه الجراح نحن من تسبب بها
أم أنه القدر الذي لا نستطيع أن نقف بوجهه
عندما يسيطر علينا ألمين.. جرحين .. نزفين
ألم جرحنا لقلوبنا
وألم جرح من أحببناهم
بين هذا وذاك
ماذا نفعل؟
ماذا نقدم؟
بماذا نداوي قلوبنا؟
كيف نداوي قلوبنا من جراحنا حتى نستطيع
مداواتها من جراح أولئك الذين هان عليهم جرحها و لم يتمهلوا
لقلوبنا حدود
لا تنتظر المزيد من الجراح
يكفي نبضها ألماً
ويكفي صدرها طعناً
لم يبقى بها موطن يستقبل مزيداً من الجراح
تكفيها جراح جسدها لها
غدرت بقلبي فجرحته قبل أن يجرحه من أحببته
أحببنا بصدق ثم صُدمنا بحبنا
أحببنا بصدق ثم كان الجرح جزائنا
صدقنا بعمق فكان الجرح نصيبنا
بعد كل هذا.. هل بالبساطة نستطيع أن نفعل ما يقوله هذا البيت؟
اللي نساك انساه واللي هواك اهواه
واللي قدر فرقاك تقدر على فرقاه
هذا بالنسبة لجراح من أحببناهم
أما بالنسبة لما فعلته أيدينا بقلوبنا
كيف نداوي قلوبنا ونحن أول من جرحها
هل نتمهل قبل الشروع بالقتل بكلماتنا
هل نتمهل قبل أن نشهـر سيوف حروفنا
هل ممكن ذلك قبل أن نحدث ثقباً بـالروح
لن نخسر شيئاً حين نقول كلمة جميلة
ونخسر كثيراً حين تفلت منا كلمه جارحة تحطم قلب وتؤذي نفس
وتترك بصمه مؤلمه بـالذاكرة
ومخزون قاسي من الذكريات الحزينة
أعتقد نحن من جرح قلوبنا قبل جرح غيرنا لها
نحن من أسكناهم بها.. ونحن من مكنهم من جرحها
فأصبحنا نحن المدانون أمام قلوبنا.. نحن المذنبون أمامها